مرحباً
بكم في هذا الموقع المتواضع الذي يتحدث عن أهم حرفة من حرف الأجداد
(
صيد اللؤلؤ) والتي كانت تمثل أهم مورد قبل اكتشاف البترول
المقدمة :
تحتل دولة الإمارات
العربية المتحدة الموقع الاستراتيجي بين دول الخليج ، إذ تطل على منفذين مائيين
كبيرين ، مضيق هرمز وخليج عمان ، المؤديين إلى المحيط الهندي وبحر العـرب ،
فالأول منفذ تجاري إلى القارة الهندية ودول جنوب آسيا حتى اليابان ، والثاني
منفذ تجـاري إلى القارة الأفريقية ، وكلتا القارتين كان لهما صلات تاريخية في
عالم التجارة مع دولة الإمارات يوم أن كانت منفصلة عن بعضها منذ الغزو
البرتغالي لهذا الجزء من الوطن العربي في القـرن السادس
عشر الميلادي ثم
الاستعمار البريطاني لدول الخليج مع بداية القرن التاسع عشر الميلادي وحتى
الاستقلال وقيام الدولة ، فما زالت الروابط التجارية متواصلة ، وربمـا اتسعت
رقعتها لتشمل قارة أوربا والأمريكتين ، وما ذاك إلا لموقعها الجغرافي الذي
دفعها إلى إقامة الموانئ المتعددة على ضفاف الخليج العربي مما يسـر الوصول
إليها بسهولة فضلاً عما كانت وما زالت تجربـة من تبادلات تجارية بينها وبين
جميع دول العالم ما يجعلها في مصاف الدول المتقدمة تجـارياً واقتصادياً .
ومن أبرز البلدان التي عرفهـا تاجر الإمـارات قديماً الهند وزنجبـار
والصومال وعدن وجزيرة سـقطرة إلى جانب دول الخليج الحاليـة .
ومن هذا الموقع احتلت إمـارة (دبـي ) أيضاً المكانة التجارية قديمـاً وحديثاً
تفوق بقيـة إمارات الدولة ، فمعظم سفن التجارة الخارجية تفد إليهـا ، ومعظم
التجار وأرباب المال الذين كانوا يمولون من يسافر للاتجـار بين تلك الدول من
كافة أنحـاء الدولة هم من مدينـة دبـي .
وقد ذاع صيت (دبـي) تجارياً منذ القرن السابع عشر الميلادي أو قبله بكثير ،
وحتى عهد قريب كثير من دول العالم ابان قيـام دولة الاتحاد لا تعرف إلا دبي ،
ولذلك ليس غريباً أن تـرى هذه المدينة تحتضن المؤتمرات وتقيم المعارض التجارية
لأن تاريخهـا التجاري يشهد بذلك ، وحقاً هي تعتبر عاصمة الدولة التجارية في
الوقت الحاضـر .
وإذا كان البحر أحد الممـرات التجارية على مستوى العالم ، فان دولة الإمارات
وهي تقع على ضفاف الخليج العربي قد شكلت بيئتها الساحلية حضارة إنسـان هذه
الدولة وتاريخ حياته في الماضي ، وموارد اقتصاده ، كما حددت سمات وملامح حياته
الاجتماعية ، وعن طريق البحر عرف ابن هذه الدولة كيف يتصل بجيـرانه وكيف يمـد
صلاته إلى أبعد الحدود المائية التي استطاع أن يصل إليها آنذاك .
والمتأمل في موقع هذه الدولة يجد أن إماراتها تقع على شريط ساحلي طويل تقابله
مجموعة من الجزر التي من شأنها أن تكون بيئـة غنية بالأصداف والمحار الذي يتكون
فيه اللؤلؤ ، وكأن هذا الموقع جعل من دولة الإمارات ذات ثروة سمكية ونفطية
هائلة تدعم الحركـة التجارية التي كانت تباشـرها قديماً في تسـويق اللؤلؤ
وتجـارتـه .
لذلك فإن هذا الموقع جعل الدولة ترتبط بالعالم عن طريق خطوط ملاحية متعـددة
بحراً وبراً وبأحدث وسائل النقل في عالمنا اليـوم
البيئـة الجغـرافية تحـدد مهنـة الســكان
يحدد الجغرافيون عادة طبيعة ونوع المهن والحرف التي يزاولها سكان كل منطقة
طبقاً لنوع بيئـة الأرض التي يعيشون عليها ، فالأرض الجبلية غير الأرض
الصحراوية ، وكذلك الأرض ذات السهول الواسعة وذات التربة الزراعية ، غير الأرض
الساحلية وذات الطبيعة البحرية ، وكذلك الأمر بالنسبة بمناخ كل منطقة فإنه
أيضاً يحدد نوع العمل الذي يمارسـه أهـالي هذه المنطقـة .
ودولة الإمارات كما أسلفنا في ذكر الموقع الجغرافي لها فأنها منطقة تجتمع فيها
ثلاث بيئات طبيعية ، فالجزء الشرقي منها ذو طبيعة جبلية ، والجزء الشمالي
والشمالي الشرقي ذو طبيعة ساحلية ، والجزء الجنوبي والجنوبي الغربي ذو طبيعة
صحراوية ، وهو يمثل أكثر الجهات مساحة في البيئة الجغرافية للدولة إلا إننا نجد
أن غالبية سكان دولة الإمـارات يتركزون في المنطقة الساحلية مما جعل للبحر
أثراً فعلاً في تحديد حرف هؤلاء السكان في القديم وقبل ظهور النفط ، فقد ألف
الإنسان الإماراتي البحر منذ أن وجد على هذه الأرض ، وأخذ يتعامل معه كمورد من
موارد عيشه في الداخـل والخارج ... ومن ذلك نجد أن الإنسان قد كيف نفسه مع هذه
البيئة باحترافه مهنـاً تناسب طبيعة البحر ، مثل صيد السمك – صناعة السفن
والقوارب – صناعة شباك الصيد – الغوص – صيد اللؤلؤ – نقل البضائع عن طريق البحر
بين دول آسيا وأفريقيا – التجارة والأسـفار
.
|